Friday 21 September 2012

أصدقائي الأعزاء:



على ما أظن آخر مرة كتبت إليكم كان في منتصف يوليو الماضي. بعد أن إنتهيت من الدراسة الصيفية، كان لديّ عشرة أيام حرة لقضاء الأجازة، ولكن قضيتها بكل سرور في منزلنا الجديد الذي مع الجماعة الجديدة رتبناه، خلال هذه الفترة كان لديّ الفرصة للتعرف على مجموعة من الشباب الإيطالي الذين أتوا إلى مصر لمدة شهر للخدمة. لقد نظفوا ودهنوا بعض قاعات الدراسة. سررت لمقابلة شباب ملتزم وناضج وأيضاَ شباب لديهم الرغبة في التعرف على الشباب المصري والسوداني وعلى واقعهم الذي يختلف عن واقع الشباب الإيطالي الذي يعيشون فيه.
في ذلك الوقت أيضاً كانت لوتشيا الشابة الأسبانية في صعيد مصر والتي بمساعدة الأخت رانيا وهي شابة مصرية تستعد للحياة الرهبانية الكومبونية، إستطاعت التعرف على الواقع المصري. كانت خبرة جميلة جداً وغنية وأيضاً متعبة لكثرتها! وبعد رجوعها إلى القاهرة إحتاجت لبعض الوقت للراحة الجسمية. وفي 15 اغسطس عدنا مرة اخرى للتسجيل ولتجهيز المدرسة وكل الأدوات اللازمة للسنة الدراسية الجديدة. وفي 3 سيتمبر رجعت لوتشيا إلى أسبانيا. لقد أخذت الكثير ولكنها أعطت الكثير أيضاً من مرحها وإيجابياتها ورغبتها في المعرفة وكانت تسأل عن كل شئ يعيشه الشعب المصري وكانت مستعدة للقيام بعمل أي شئ كان يُطلب منها. شكراً يالوتشيا.
ولكن سبب رسالتي اليوم لأشارككم الذكرى التي أحتفل بها اليوم وهي اليوبيل الفضي أي مرور 25 عاماً على تكريسي الرهباني. في مثل هذا اليوم، منذ 25 عاماً قلت لله "نعم" لأول مرة في كنيستنا الصغيرة بمدريد، وبالأمس بينما كنت أتذكر تلك اللحظة، كنت أشعر بداخلي بكلمتين هامتين جداً: " شكراً ورحمةً" ، شكراً، للآب ولإبنه يسوع المسيح وللروح القدس لأجل الإمتلاء ولأجل معنى الحياة التي أعطاني إياها والتي يعطني مجاناً حتى الآن . كان لديّ كل شئ يجعلني سعيدة ومحققة ذاتي بالكامل. لديّ كل شئ.
والكلمة الثانية:"رحمة"  لأنه يوماً بعد يوم نمت فيّ معرفة ضعفي وهشاشتي. عرفت ما بداخلي وبكل ما كان يعرقل إتمام إرادة الله في حياتي وفي حياة الآخرين، خاصة في الأوقات التي فيها فضَّلت العيش في الفتور وبغير حماس دعوتي المسيحية والرهبانية كمرسلة كومبونية. ففي 9/9/1987 كنا 5 راهبات قد إحتفلنا بعهد المحبة مع الله، وشكراً له، نحن الخمسة مكثنا أمناء لهذا العهد حتى اليوم. فشكراً لله الذي ساعدنا لأن نكون أمناء حتى اليوم.
في هذه الليلة سافرت إلى تنزانيا ولم أستطع الإحتفال مع أخواتي وأصدقائي، لذلك سيكون الإحتفال يوم 21/9 هنا في الدقي بالقاهرة. جميعكم مدعوون لأن تشكروا الله معي لأمانته ولمحبته لأجل ولكل واحدة منا. إن أردتم الحضور للإحتفال معي، إفعلوه من قلوبكم. من المؤكد سأشعر بوجودكم الأخوي وبصداقتكم بجانبي في هذا اليوم.
أشكر كل واحد وواحدة منكم لأنكم جزء من هذه السنوات، 25 سنة مليئة بالنعم وبالإمتلاء. سلامي وقبلاتي الحارة لكم من مصر

الأخت إسبديتا

خلال الزيارة المفرحة إلى باكوس، طلبت من الأخت إسبديتا أن نغذي صفحتنا الإلكترونية بإرسال بعض الخبرات التي عشناها طوال حياتنا الرسولية. وحتى نوسع معرفة  إقليمنا في مصر حيث حاولنا إعطاء أفضل ما عندنا لهذا الشعب.
ولهذا الطلب، لم يكن في إستطاعتي الرد لأنني عشت حياتي الرسولية في فلسطين وجنوب السودان ودول الخليج والأردن. أنا هنا في مصر منذ سنة ونصف، ولمن شئ واحد أريد أن أخبركم به وأريد أن يدخل قلب كل راهبة كومبونية: ليس المكان هو الذي يجعلنا مرسلات، ومن خبرتي يمكنني أن أؤكد لكم أن الرسالة هي في القلب، أي هي في داخلنا حيث يقطن الحماس الرسولي. إن البذرة التي وضعها الرب فينا بواسطة الدعوة الرسولية يمكننا أن ننميها حتى تزهر أينما وُجِدنا ونترك أنفسنا تستدفئ بمحبته.
الأخت أنجيليكا

Wednesday 19 September 2012

حوار مع الأخت جوزبينا دِلاّريفا



مكان الميلاد: بولكا دي فستينا نوفا (فيرونا)
تاريخ الميلاد:   20/3/ 1937
س: إذكري بعض المقتطفات عن بداية دعوتك، الأشخاص والأحداث التي ساعدت في تنميتها وشعورك عندما تركتِ والديكِ وبلدتك للدخول في جمعية الراهبات الكومبونيات والدراسات التي حصلتِ عليها.
أنا الإبنة الأخيرة من 11 إخوة وأخوات، عشت طفولة جميلة جداً مع إخوتي وأخواتي على الرغم من الألام والصعوبات بسبب الحرب العالمية الثانية. إثنتان من أخواتي كانتا تستعدان للدخول في جمعية الراهبات الكومبونيات وهما: ( جايتانينا  وسانتينا). لم يدخل هذا الخبر الفرح إلى قلبي، بل بالعكس، أحزنني. وعندما إحتفلت أختي جايتانينا بالنذور الرهبانية، سألت الأم كارلا ترونسي التي كانت الرئيسة العامة في ذلك الوقت، سألت والدي: " كم بنت عندك؟ . " فقال لها: " ثمانية بنات" . فأجابته قائلة: " إذن، أربعة بنات للرب وأربعة للعالم". وكان عمري في ذلك الوقت إثنتي عشر سنة. فقلت أمام عائلتي: " ماذا تريد هذه الراهبة؟. أما والدي أجابها: " ألم يكفي أنني أعطيت إبنتي جايتانينا؟".
زاولت الدراسة حتى الرابعة الإبتدائية التي كانت أعلى مستوى للدراسة في ذلك الوقت . وبعد 6 سنين تقريباً ذهبت إلى ميلانو للعمل في مستشفى حيث كانت تعمل أختى الأكبر سيستر جايتانينا.
كنت شابة طائشة، أحب السينما وكنت أذهب كل مرة كان أحد الأصدقاء يهديني تذكرة الدخول لأنني كنت لا أريد صرف راتبي في هذه الأشياء لانه كان يجب علىَّ مساعدة عائلتي. ومع ذلك كنت أشعر بفقدان شئ وأن حياتي بهذه الطريقة لم تعطني شيئاً من الفرح. وتكلمت مع مرشدي الروحي عن شعوري وسألني إن كنت أرى أي علامة من علامات الدعوة ، أما أنا فقلت له ، من الممكن أن تكون فقط مجرد تجارب من الشيطان لأنني لم أكن أرى نفسي بين الراهبات، وحاولت المواجهة مع مختلف الكهنة الذين بأجمعهم تحدثوا معي عن إمكانية الدعوة الرهبانية وأنا كنت أجاوبهم بأنها تجارب شيطانية. لكن لم أكن أشعر بسلام داخلي. ثم رجعت إلى مرشدي الروحي  وكشفت له بكل صراحة عن حيرتي ، هل ما أشعر به هو دعوة أم تجربة؟ فأجابني، إنها تجربة وصرفني. أما أنا فإنصرفت غاضبة. كان الأمر واضحاً وكان يجب عليَّ أن أكتشف ما يريده الله مني.
تكلمت مع رئيسة الراهبات الكومبونيات بالمستشفى فسألتني إن كنت أشعر بالدعوة الرهبانية فقلت لها: لا تتدخلي في شؤون حياتي وإنتهزت الفرصة لأظهر لها كل العيوب التي رأيتها في الراهبات. وبعد قليل دخلت كنيسة لوريتو التابعة للمستشفى وصليت هناك طوال الليل، وطلبت من الله علامة إن كان فعلاً يريدني راهبة أم لا. وطلبت من العذراء مريم أن تساعدني. في تلك اللحظة لم أكن أفكر في أخواتي الراهبات ولكن شعرت برغبة شديدة في الذهاب إلى الشعب السوداني لأساعدهم. وأخيراً ذهبت إلى رئيسة الراهبات الكومبونيات وأفصحت لها عن خبرة الصلاة أثناء الليل وطلبت منها أن لا تقول شيئاً لأخواتي.
ثم شاركت في الإحتفال بالنذور الرهبانية لإحدى الراهبات الكومبونيات في بوتشنيجو. تأثرت من كلمات النذور ومن إجابة الكاهن خاصة هذه الكلمات: " إن حفظتِ هذا كله، أعدك بأن الله سيمنحك الحياة الأبدية". وتمنيت لو هذه الكلمات وُجِّهت إليَّ أنا شخصياً! وبعد عدة أشهر من الصراع الداخلي قررت الإنضمام إلى جمعية الراهبات الكومبونيات وكان ذلك في 15/10/ 1957 وأبرزت النذور الأولى في بوتشنيجو في 26/4/1960 .
س: هل لديك ذكريات من اليوم الأول للنذور؟
أتذكر وجود والدي وحماسه ووجود أخواتي، الراهبة جايتانينا  ودومينيكا التي كانت مبتدئة وأقارب آخرين أما أختي سانتينا لم تكن حاضرة لأنها كانت في إرسالية السودان منذ عام 1952 . في ذلك اليوم تذوقت معنى الكلمات" إن حفظتِ هذا كله، أعدك بأن الله سيمنحك الحياة الأبدية" لأن هذه المرة تلك الكلمات كانت موجَّهة لي أنا شخصياً.
س: أذكري الأماكن التي عملتي فيها ولحظات السعادة والألام خلال مسيرتك، من وماذا ساعدك لتخطي الصعوبات؟
بعد إبراز النذور ذهبت إلى لندن لدراسة الإنجليزية والتمريض وفي نفس الوقت كنت أساعد الراهبات هناك في مجالات مختلفة ثم رجعت إلى إيطاليا لعمل الإستعدادات اللازمة للسفر إلى مصر، وقبل السفر تواجدنا نحن الأربعة أخوات الراهبات في أسرتنا حسب ما وعدت الرئيسة العامة والدي. أتذكر فرحة والدي التي كانت تظهر على وجهه وفي عينيه لرؤيته بناته االراهبات الأربعة مجتمعات معاً في المنزل وقال بطريقة تلقائية: " الدير عندي في منزلي"
وصلت إلى القاهرة في 25/9/1961، بدأت رسالتي في سفارة الفاتيكان لمدة 11 سنة وفي عام 1972 رجعت إلى إيطاليا وقضيت سنة دراسية في مدرسة التمريض وعند عودتى إلى مصر ذهبت إلى المستشفى القبطي بالإسكندرية. وبعد 9 أشهر إنتقلت إلى المستشفى الإيطالي بالقاهرة والتي أعمل فيها حتى الآن. خلال كل هذه السنين عملت في أقسام مختلفة: الجراحة والولادة والحميات والباطنية.
أتذكر بسرور يوماً وصل إلى قسم الحميات رجل سوداني في غيبوبة كبدية، وأنا على مثال مؤسسي القديس دانيال كومبوني أحب السودانيين جداً. كنت ومازلت أشعر بحب خاص نحوهم، وعندما رأيته شعرت بفرح لخدمته. مكث في الغيبوبة لمد 20 يوماً وكانت حالته تسؤ يوماً بعد يوم وفُقِد الأمل في شفاءه. وكالعادة كنت أذهب إلى السكاكيني مع الراهبات للمشاركة في القداس مع السودانيين وبينما كنت أسمعهم يرنمون ويرقصون بفرح، طلبت من الله نعمة الشفاء لأخينا جوزيف حتى يشارك هو أيضاً مع إخته السودانيين ويفرح معهم بالقداس. وبعد أن رجعت إلى المستشفى، ذهبت إلى الغرفة التي كان يرقد فيها جوزيف وإندهشت عنما رأيته فاتحاً عينيه، حاولت إغلاقهما ولكنه كان يفتحها ناظراً إليَّ ثم أعطيته قليل من اللبن فشربه ببطء . مكثت بجواره بضع ساعات ثم تركته تحت رعاية الممرضات وفي الصباح كان فعلاً قد أفاق من الغيبوبة وتحسنت حالته وتكلم معنا وأكل بتذوُّق.
س: كيف تقيمين الطريق الذي بدأتِه بعد مرور سنوات منذ شبابك، وما هي الذكريات والحنين إلى بلدتك وما يربطك بها حتى الآن؟
إلى الآن أنا سعيدة وكلي عرفان لله الذي وهبني نعمة الدعوة الرسولية الكومبونية وعلى مثال مؤسسي، القديس دانيال كومبوني أريد أن يكون لي ألف حياة لأضعها لخدمته ولخدمة الرسالة. ما أتذكره من بلدتي، أتذكرالجبال الجميلة والناس الذين شاركتهم حياتهم منذ بداية حياتي. وما يربطني بهم حتى الآن هو حنان الأسرة والأصدقاء والجماعة المسيحية هناك.
س: ما هي الرسالة التي تريدين أن تتركينها خصوصاً للشباب الذين يتفتحون على الحياة والذين يسألون ما هو الشيء الذي من أجله يبذلون حياتهم؟
أن لا يخافوا وأن يثقوا بالله لأنه هو إمتلاءنا ومع الله لا مجال للخوف.
الأخت جوزبينا دِلاّ ريفا

Tuesday 18 September 2012

اللقاء السابع عشر للشباب بالمقطم من 28/8 حتى 2/9/2012


مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك بمصر
اللقاء السابع عشر للشباب بالمقطم من 28/8 حتى 2/9/2012
لقد أعد مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك بمصر اللقاء السابع عشر للشباب بالمقطم من 28/8 حتى 2/9/2012 تحت عنوان "يلا نمشي..!!" "قوموا ننطلق من ههنا" يوحنا 14/31. لمس فيه واقع الشعب المصرى المرير. شارك فيه اربعمائة شاب وشابة من مصر والأردن ولبنان وسوريا وجنوب السودان. كان فى استقبالنا الامين العام للمنسقية الاستاذ/ منصور فايز والاستاذ كميل يعقوب. كما افتتح المؤتمر سيادة المطران الانبا مكاريوس توفيق والاستاذ منصور فايز الامين العام.
على المستوى الروحي في اللقاء: طلبت اللجنة المنسقة حضور عدد من الآباء الكهنة وراهبات لمراقفة مسيرة الشباب والاستماع لمعاناتهم. كما مُنح الوقت الكافي للمشاركة في المجموعات للتعبير عن الذات وعن الأحباطات والمخاوف التي يعاني منها الشباب لمدة ساعتان يومياً.
رافقت مسيرتنا كلمة الرب طيلت أيام المؤتمر ففي اليوم الاول "الدخول الى العمق مع بطرس" أنجيل لوقا 5/1- 11 ثم أحتفلنا بعيد الشهداء وصلينا القداس الالهي بالطقس القبطي الملئ بالمعاني مع المطارنة الاجلاء الانبا كيرلس وليم و الانبا مكاريوس توفيق والانبا أنطونيوس عزيز وعدد من الاباء الكهنة. ثم تمتعنا  بالمواهب الشبابية مع كورال "شباب كاثوليكي حر" من الاسكندرية وقاد الاب فرنسيس تاملات روحية غنية.
اليوم الثاني يوم أعداد للتوبة  "أنا فين" مع "الأبن الضال" أنجيل لوقا 15/11-32  خبرة حياتيه  "ليش ما حكيولي عنك" مع الاخت مروا الصايغ  مسلمة دروزيه والاخت أرزا أرثوذكسية من لبنان. هذه الخبرات كانت تتميز بالروح الحضاري أحترام الاخر بمعتقداته، التشوق لمعرفة الاخر وأكتشاف جمال إلايمان الذي يؤمن به الاخر. كيف أن الاخر حر بما يؤمن. 
 الاحتفال برتبة التوبة والقداس الالهى الذي قام به كلا من الاب علاء مشربش والاب وسام المساعده بالتنسيق مع الامانة العامة للشبيبة الاردنية.  كما أعد الاب وسام المساعده والاب علاء مشربش مسابقة الكتاب المقدس لتساعد الشباب على قراءة الكتاب المقدس. ثم فقرة السهرة التى كانت مليئة بالمعاني والاغاني مع الفنانة السورية سيبيل بغدود عاش الشباب هذه اللحظات .
اليوم الثالث "حدد هدفك....رايح على فين "زكا العشار" لوقا 19/1- 11  سمعنا شهادة حياة مُعاشة من الاستاذ /مايكل أنطون "كنت أعمى والآن أبصر" كيف أستطاع أن يبدل حياته من بعد الممارسات الغير سليمة الى أنسان ملتزم وله دور فعال في المجتمع. كما ساعدنا المطران عادل ذكي بموضوع " التمييز وكيف تعرف أي طريق تسلك" كما شاركنا بالقداس الإلهي بالتنسيق مع الشباب السوداني المقيم بمصربالطقس اللآتيني. كان هناك عرض شباب القاهرة  لمسرحية "عفاريت شبرا" توضح الواقع المرير الذي يعانية شعب حى شبرا.
كما ساعدنا الاب بولاد بارشاده الغنى ببعض الامثال الكتابية مثل "فضولية زكا وأشتياقة" جعله يتخطى الرأى العام "المغامرة مع أبراهيم" أرحل يلا نمشى بشجاعة بجرأه وطموح. مصيرنا في أيدينا وقرارنا في أيدينا. لا نستسلم مع المشلول " قم وأمشى" خلق المستقبل بابتكار "صدقوا أحلامكم" جبران خليل جبران. الإيمان شئ مُعدي يحرك الجبال. اليوم يوم خلاص أستجب لنداء الروح فيك.
اليوم الرابع ماشي على فين؟  مع "تلميذى عماوس " لوقا 24/13-35 قادنا في القداس الإلهى بالطقس الروم الكاثوليك الاب رفيق جريش رافعين همومنا وأتعابنا للرب الذي رافق تلميذي عماوس ليكتشفوا الكتب المقدسة ويتبعوه للرجوع من عماوس الى أورشليم بأعيون مفتوحه وقلب متقد.
على المستوى السياسي والاجتماعى "كيف نسير معاً" :
* قدم الصحفي الكاثوليكية الاب الفرنسيسكاني بطرس عن خبرة صداقته مع الشيخ السلفى د. أسامة القوصي .  قال الدكتور أسامة القوصي "أنا سلفى يختلف عن باقى السلفيين علشان عندى مخ بشغله"، وأنا قبطى مسلم، وسلفى عقلانى، وأنا أستخدم عقلى للتمييز. مؤكداً أن مصر ليست إخوانا أو سلفيين أو مسيحيين بل لكل المصريين. لا يجوز لأى فصيل أن يسيطر على 90 مليون مواطن مصرى. وأوضح القوصي، أن تكفير الآخر هو سلوك عدوانى لا علاقة له بالدين، بجب حذف المادة الثانية من الدستور."
* قدم لنا سيدنا يوحنا قلتة نبذه تاريخية قال فيها: نحن في مرحلة انعطاف تاريخى، انتهت العصور الوسطى فى الشرق الأوسط بالربيع العربى، والذى انتهت منه أوروبا فى القرن الـخامس عشر "نحن كنا مثل العصور الوسطى الأوروبية قبيل ثورة 25 يناير، الشعوب في حالة من السكون، نأكل ونشرب ورجال الدين دائما فى عون الحكومة، سواء الأزهر أو الكنيسة، والطبقات الشعبية المطحونة يائسة، وأعوان الملك ورجال الدين يصفقون للسلطة، العالم العربى كان يمر بتلك الحالة. وشدد على أن أهم فوائد الثورة بالنسبة للمسيحيين هى إزالة تهمة الخيانة من عليهم، والتى ألصقت بهم منذ العصر العباسى، بعد أن استشهدوا فى الثورة، كما أنهم خرجوا من مظلة الكنيسة وأصبح لهم كيان مستقل ورأى شخصى ناضج وواعى . شجع الشباب بعدم الهجرة للخارج قائلا: "لا تتركوا وطنكم". دم المسيحي سالت مع دم المسلم هنا التعبير عن الاستشهاد عن سر الفداء المسيحي. ولا نجاح بدون التضحية. فكرت الكنيسة الكاثوليكية في بناء المدارس والصحافة ، والأعمال الخيرية وشهادة المحبة التى تبني البشر. "بناء البشر أفضل بكثير من بناء المطرانية" علينا أن نكون شهود نكشف بوضوح ونشارك الأخر الذي يجهل تعاليمنا المسيحية المستنيرة.
* عمر حمزاوي وهو يمثل القوة السياسية اللبرالية ناشد على توحيد القوة السياسية اللبرالية.
* مع حمدين صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية الذي وضع شعارا له مقتبس من المحبة المسيحية حياة في سبيل العدل والمحبة "الانتصار لاجل الفقراء". وشدد صباحى على أن معركة الديمقراطية قادمة وهى دستور وانتخابات، لافتاً إلى أن انتخابات المحليات أهم من مجلس الشعب والانتخابات الأخيرة أهم من الرئاسة وعلى الحركة الوطنية المصرية أن تتوحد، مضيفا:" لو توحدنا سنمنع أى جماعة من الاستيلاء على البلد، ولن يأتى ذلك إلا بالعمل فى الشارع الذى لن نعطيه "زيت وسكر" بل حوار ويقظة ووعى، فلا نريد إعطاء زيت وسكر بل عدالة اجتماعية ليشترى بنفسه فهى ليست صدقة، وهذا فرق بين الاقتصاد الذى ننادى به وبين اقتصاد الإخوان فاقتصادهم الوجه الآخر للحزب الوطنى، والعدالة الاجتماعية لديهم صدقة وذكاة أما لدينا هى حقوق للمصريين.".
وطلب من الشباب عدم التعصب قائلاً:" نريد أن نرى شباب مؤمن ولكن لا يستخدم الدين لإشاعة التعصب والكراهية واستخدامه سلاحاً للتفريق بين المصريين، فهذا ضد جوهر الدين. وطمئن صباحى المسيحيين قائلاً:" لا تخشوا من اشتراكيتى هدفى ألا يكون فى مصر فقير ومحتاج كما كانت الجماعة المسيحية الأولى، وكما تعلمت من القرآن النضال من أجل الفقراء، مستشهداً:" ومالكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين"، مضيفا: فالله جعل القتال فى سبيله مثل القتال من أجل المستضعفين، لا أريد أن أفقر الأغنياء ولكنى أريد أن أغنى الفقير وما أريده أخذ حقوقنا المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأنتم ستشاركونى فى تطبيق ذلك فى الجولة الأخرى فى الانتخابات الرئاسية. تحدث صباحى عن المحبة والعدل قائلاً:" الانتصار للمظلومين والمستضعفين والفقراء لن يتم بإقامة الصلوات فى الكنائس والشعائر فى المساجد ثم الانعزال عن الفقراء واحتياجاتهم ورفع الظلم عنهم، لذا يجب أداء دور سياسى واجتماعى وأن نكون وسط الناس لتحقيق لهم ما يحق لهم من حقوق مسلوبة، فالانخراط فى السياسة هو تعبير عن صحيح الأيمان المعاش. استشهد صباحى بمقولة الأب فرانسفون رافيون:" من الأفضل أن ينكر الإنسان الله، ويكون قادراً على الألم والموت فى سبيل العدل من أن يؤمن بإله لا يأمر بالألم والموت فى سبيل العدل"، قائلاً، قد تكون هناك مبالغة فى النص ولكن النضال من أجل العدل هو الهدف.
أضاف صباحى أن المحبة المسيحية فى جوهرها حياة فى سبيل العدل أيضا، فأكثر شىء تحتاجه مصر هى العدل والمحبة، لقد ملئت مصر جوراً وشاعت فيها الكراهية، مضيفاً، أن العدل يستلزم إقامة مجتمع ودولة المساواة وتكافؤ الفرص، لذا نضالنا هو نضال من أجل دستور يعبر عن كل المصريين لدولة ديمقراطية مدنية حديثة لا عسكرية ولا دينية ولا بوليسية ولا لفصيل معين، وسوف نجعل للسياسة طعم أخلاقى وليست صراعات وخدع.
على المستوى الفني
*شاركنا الفنان مايكل روماني ببرنامج" يلا نمشي على الرمل" كان معبر جدا عن أحداث التفجيرات التي مرت بها كنائسنا . وكيف بإيمانها وأرتباطها بمسيحها وأرتباط المسيح بعروسته وهب لها التعزيات وأعاد لها قوتها لتستمر من جديد.
*  تكريم كلا من نيكول سابا و الفنان محمد فؤاد على أنجازاتهم الفنية .
حاولت خلال خضورى كراهبة بين الشباب أن أكون أذان صاغية وتاثرت كثيرا بمشاركات الشباب والتحديات الاجتماعية والكنسية الخطيرة. عرفت حدودي وفقري شعرت بمعاناة شعبي ووعيت بدوري الارسالي. كل شكري وتقديري للذين تعبوا وسهروا على أعداد البرنامج والفقرات الروحية والجسدية. ولجمعيتي التي منحتني الفرصة للمشاركة.