الاجتماع الثانى للرابطة الكهنوتية والرهبانية بالاقصر بقيادة كلاً من سيدنا عادل ذكى وسيدنا يؤانس ذكريابحضورالكهنة والراهبات العاملين بابراشية الاقصر لتوطيد العلاقات والتفكير سويا للنهوض برعايانا. هذا العام موضوعنا عن رسالة البابا فرنسيس بعنوان "فرح الانجيل" أراد البابا تقديم هذا الإرشاد كخارطة طريق جديدة، طريق التبشير المطبوع بالفرح كما أيده فى الفكر غبطة أبينا البطريرك ابراهيم أسحق وأباء السينودس الكرام.
يسلط البابا في مقدمة الإرشاد على الخطر المتمثل بكثرة "عروض الإستهلاك ”الذي ينتج عنه :حزن إنعزالي وإنفرادي ينبع من قلب منغلق بخيل يبحث بطريقة مريضة عن الذات السطحية."الله لا يكلّ أبداً من الغفران، بل نحن نكلّ من طلب رحمته” فمن يدعونا لكي نغفر سبعين مرة سبع مرات يقدم لنا المثال أولاً, ما من أحد يستطيع أن ينزع من حياتنا الكرامة التي يفيضها علينا حب الله اللامتناهي والذي لا يزول.
الفصل الأول: البابا يدعو المسيحيين إلى عيش شجاعة الخروج وفرح الرسالة ، التحول الإرسالي.
رسالة الكنيسة بحاجة لإرتداد وتوبة والبابا ليس مستثني من هذه الدعوة.
يقول البابا"الكنيسة ليست مكتب جمارك، هي بيت الأب المفتوح دوماً للجميع”
* من العلامات الملموسة لإنفتاح الكنيسة هي أن تكون أبوابها مفتوحة
* "هناك أبواب أخرى لا يجب أن تبقى مغلقة” (وبشكل خاص الأسرار)
* يدعونا يسوع دون هوادة : "أعطوهم أنتم ليأكلوا" (مر 6/ 37).
الفصل الثاني: التحديات والتجارب"المال يجب أن يخدم لا أن يحكم”
* الأزمة الإقتصادية التي نمر بها تجعلنا ننسى أن في أصلها أزمة انتروبولوجية عميقة وهي إنكار أولية الكائن البشري! لقد خلقنا أوثاناً جديدة.
* هذا التعبّد للمال هو وجه جديد ومعاصر للسجود للعجل الذهبي (خر 32 /1- 35)
* فالخبرة تعلمنا أن الإستهلاك المتطرف إلى جانب عدم الإنصاف يولدان العنف في المجتمع
التحديات الثقافية التي تواجه كرازة الإنجيل إلى جانب تحدي ثقافة الإستهلاك وعبادة المال،
يشير البابا إلى التحديات الآتية من الإعتداءات المتزايدة على الحرية الدينية وإضطهاد المسيحيين الذي بلغ في بعض البلدان "أبعاد مقلقة من الكره والعنف”
تحدّي العلّمنة: "تمثّل العلمنة إلى حصر الإيمان والكنيسة في الإطار الخاص والحميم"
هذا وأن التحدّي العام الذي يواجه اسلوب وموقف الكرازة هو الإنثقاف”هناك حاجة ماسة لأنجلة الثقافات ولإنثقاف الإنجيل". هذا يعني العمل على تعزيزالبعد الإنجيلي والمسيحي
في الثقافات ودعوتها على النمو.
التجارب التي يواجهها المبشرون الخطر من تحول الحياة الروحية إلى خبرة إرتياح لا تغذي الإلتزام والتوق للتبشير مما يقع هؤلاء في شرك البرغماتية تنمّي فيهم "نفسية المدفن" التي تحوّل المسيحيين رويداً رويداً
إلى "مومياء متحف”
خطر آخر هو "التشاؤم العاقر”التحدّي اليوم ليس الألحاد،بل اطفاء العطش الروحي لأنهم لم يجدوا في الكنيسة روحانية تشفيهم. خطر آخر في تغلغل روح العالم في العمل الروحي حيث يضحى الأمر الأهم هو الإحصاءات والأعداد والنجاح والظهور. كما أيضاً الصراعات الداخلية في جماعة المؤمنين. خطر آخر في عدم التحرر من قبل الكنيسة من النظرة المتمحورة حول الإكليروس فقط وعدم أهمية دور المرأة.
الفصل الثالث: إعلان الإنجيل* أنت معمد ؟ إذاً أنت مبشّر
البابا يقدم لنا نموذجاً تبشيرياً عملياً
* البابا للكهنة: العظة يجب أن تكون مقتضبة وأن تثير إهتمام المؤمنين فهي ليس درساً جامعياً، هي حوار عائلي
* البابا يقدم 10 نصائح لإعداد عظة مثمرة:إعداد العظة هو واجب مهم ولذا يلزم أن نكرس له وقتاً كافياً من الدرس والصلاة والتأمّل والروح الرعوية الخلاّقة.
بعد إستدعاء الروح القدس :
1- الإنتباه المحب: تكريس كل الإنتباه للنص الكتابي الذي يجب أن يكون ركيزة الوعظ. هذه المرحلة تتطلّب التواضع الذي يعترف بأن الكلمة تتخطّانا دوماً. الواعظ ليس رب الكلمة بل خادمها.
2- الفهم:بما أن النص يعود أحياناً إلى ألفي وثلاثمائة سنة فعلينا القيام بجهد فهم النص في إطاره الحقيقي والأصلي.فإذا كان النص قد كتب للتعزية لا يجب أن نستعمله للتوبيخ.
3- الربط بسائر الكتاب المقدس:الروح القدس لم يوحِ فقط جزء بل كل الكتاب المقدس فينبغي لفهم النصوص الربط بالكتاب المقدس وتعليم الكنيسة.
4- شخصنة الكلمة: يجب عل الواعظ أن يسمح للكلمة أن تبشره وأن تحوله قبل أن يرددها.
أن يتقرّب إلى الكلمة بقلب طيّع ومُصلّ، في عصرنا هذا يفضل السماع للشهود أكثر منه للمعلمين. فأترك الكلمة تحولك قبل أن ترددها على الآخرين.
5- ضمانة حب الله :الأمر الذي لاغنى عنه – بحسب البابا – وأن يكون للواعظ يقين بأن الله يحبه وأن يسوع المسيح قد خلصه وأن لحبه الكلمة الأخيرة دائماً
6- القراءة الروحية: هناك وسيلة ملموسة للإصغاء لما يريد الرب أن يقوله لنا في كلمته وهذه الوسيلة تعرف بإسم ”القراءة الربانية“ وتشكل القراءة الربانية وقفة مُصلّية أمام الكلمة.
7- الإصغاء لشعب الله:على الواعظ أن يصغي للكلمة وحسب بل أيضاً أن يصغي لشعب الله لكيما يعرف ما يحتاج إليه الشعب: ”الواعظ يتأمل كلمة الله ، ويتأمل الشعب أيضاً.
8- الأسلوب: ينصح البابا بإستعمال الصور التي توصل الرسالة بشكل أسهل.
9- البساطة: العظة لكي تكون مثمرة يجب أن تكون“ بسيطة واضحة مباشرة ” (البابا بولس السادس)
10- اللغة الإيجابية: شدد البابا على اللغة الإيجابية بدل لغة التوبيخ.الوعظ الإيجابي يدفعنا إلى الأمام ويفتح آفاق الرجاء
الفصل الرابع: البعد الإجتماعي للكرازة الترابط بين الكرازة والفقراء
ويركز البابا إهتمامه على نقتطين هامتين:
* التضامن الإجتماعي للفقراء
* السلام والحوار الإجتماعي
الحوار بين الأديان : يدعونا البابا إلى "تنشئة مناسبة للمحاورين... لكي يتمكنوامن التعرف على قيم الآخر وفهم إهتماماته الكامنة"علينا نحن المسيحيين أن نستقبل بعطف وإحترام المهاجرين المسلمين إلى بلادنا/ كما نرجو ونطلب أن يتم قبولنا وإحترامنا في الدول ذات
التقليد الإسلامي.
الفصل الخامس: مبشرون بالروح ما من تبشير بلا حياة روحية عميقة، فالكنيسة لا تعيش بلا رئة الصلاة "لا تكفي خدمات إجتماعية رعوية دون روحانية تغيير القلب”"من دون أوقات مطولة من السجود للقربان الأقدس من اللقاءات المصلية لكلمة الله، ومن الحوار الصادق مع الرب ، تفرغ المهام من معناها، نضعف بسبب التعب والمصاعب وينطفئ الشعب”
"الدافع الأفضل لكي نبشر بالإنجيل هو تأمله وقراءته من كل قلبنا” "أحياناً نفقد حماسة الكرازة لأننا ننسي
أن الإنجيل يجيب على أعمق إحتياجات الإنسان، وإننا خلقنا لما يقدمه الإنجيل علينا: "الصداقة مع يسوع والحب الأخوي”.
في ختام الإرشاد الرسولي يشير إلى أن الله لم يرد أن يخلو تاريخ الخلاص من "الأيقونة الأنثوية"
وأنه من الضروري أن يكون لعمل الكنيسة التبشيري" طابع مريمي”لأنه "كل مرة ننظر إلى مريم العذراء نعود إلى الإيمان بقوة الحنان والحب الثورية".
ثم قضينا وقت للسجود والصلاة معا تلونا مسبحة قلب يسوع الاقدس وتأملنا في الوصايا العشرة التى وضعها البابا فرنسيس لعام 2014 .
تناولنا الشاي لتبادل الحديث معا. متمنيين العمل سويا بفرح لبن