ولِدت في 23
أكتوبر 1926، مرت حياتي في جو صافٍ حتى الرابعة عشر من العمر، في عائلة غنية بالحب
وبالإيمان المسيحي. ولأنني كنت أصغر إخوتي الأربعة وأخواتي الخمس، كنت مدللة. وكنت
أقضي حياتي بين المنزل والكنيسة والمدرسة. درست بالمدرسة الإبتدائية حتى الصف
الرابعع مثل باقي الطلبة والطالبات في ذلك الوقت. أتذكر شيئاً واحداً من آخر سنة
دراسية، وهو الأستاذ أفوجاردو لأنه كان أستاذاً ومربياً حقاً.
إضطربت حياتي في
عمر الأربعة عشر سنة بوفاة أبي، وبعد سنة من وفاته توفيت أمي وبعد ثلاثة أشهر من
وفاة والدتي، توفيت أختي، وكان عمرها 21 عاماً. أختي الكبرى كانت متزوجة والثانية
راهبة في دير الراهبات الكانوسيات إسمها الأخت لاورا، بينما إخوتي كانوا يعيشون في
الخارج للعمل هناك . بعد زواج أخي الأكبر إهتمت بي زوجة أخي. وفي سن العشرين كمثل
الكثير من الفتيات سلكت طريق الهجرة، ذهبت إلى سويسرا للعمل في ملجأ للمسنين
وعلاوة على كسب العيش بالعمل هناك إستطعت أن أتعلم اللغة الفرنسية التي نفعتني بعد
ذلك في رسالتي في مصر.
في الوقت عينه
كانت تنضج في داخلي دعوة الله لي، أن أفعل شيئاً مفيداً، شيئاً عظيماً، أن أكرس
حياتي لله في خدمة القريب. في مسيرة نمو حياتي وجدت مساعدة مفيدة من الأب أنطونيو
لوكاتللي راعي بلدة برنبو. وسألته يوماً ما:" هل من الأفضل أن أتزوج أم أن
أصبح راهبة؟" فقال لي: " إن الزواج هو إختيار جيد ولكن إذا دعاكي الله
للحياة الرهبانية يجب أن تتجاوبي معه.
وأخيراً في 18
أكتوبر 1949 قُبِلت في دير الراهبات الكومبونيات في بوتشنيجونت إربا حيث كانت هناك
الأخت جاتشينتا فانونّي. وبعد 3 سنوات من التكز\وين الرهباني(بوستولا ونوفيس) أتى
قرار السفر إلى مصر.
بإعادة النظر
لهذه الفترة الطويلة من الحياة، ماذا يمكنك عمله حسب تقديراتك؟
قضيت حياتي بين
مسؤوليات مختلفة، كلها حياة إلتزام. كثيراً ما كنت أشعر بأنني فقيرة، غير مؤهّلة،
كان يخال إليّ بأنني عاجزة. في مصر كان الجو حاراً غير محتمل لمدة 5 أو 6 أشهر من السنة تصل درجة الحرارة إلى 40
أو 45 درجة مؤية، كان يجهد قوانا المحدودة. من حين لآخر كان يجب علينا البدء من
جديد، إستعادة القوى ومحاربة الصعوبات. كنت أجد السند في ثقتي في عمل إرادة الله
التي تظهر من خلال رئيساتنا. لم أقل كلمة "لآ" أبداً. تقابلت وخدمت مرضى
عديدين، كنت أساعد الأطفال على بدء الخطوات الأولى في مسيرة حياتهم. قضيت فترة
طويلة في خدمة المسنين الذين يعيشون منعزلين وغير قادرين على قضاء إحتياجاتهم.
وبمحبة وبرقة كنت أساعدهم على العبور من هذه الأرض نحو اللقاء مع الله.
كان يخيل إليّ
بأن الصعوبات كثيرة مثل الفقر والعادات والتقاليد المختلفة عن عادات بلادنا،
تعلُّم اللغة العربية، نقص الوسائل اللازمة للعمل، الخ... كنت أضع دائماً نُصُب
عينيّ مثال مؤسسنا القديس دانيال كومبوني الذي كان يقول:ط لو كانت لديّ ألف حياة،
لقضيتها لأجل أفريقيا. الأفارقة هم جزء من حياتي وتملكوا على قلبي وسوف لاأتركهم
أبداً". وكان شعاره" أفريقيا أو الموت".
بصراحة، يمكنني القول أنا أيضاً، أفريقيا والأفارقة دائماً في قلبي
No comments:
Post a Comment