Friday, 21 September 2012

أصدقائي الأعزاء:



على ما أظن آخر مرة كتبت إليكم كان في منتصف يوليو الماضي. بعد أن إنتهيت من الدراسة الصيفية، كان لديّ عشرة أيام حرة لقضاء الأجازة، ولكن قضيتها بكل سرور في منزلنا الجديد الذي مع الجماعة الجديدة رتبناه، خلال هذه الفترة كان لديّ الفرصة للتعرف على مجموعة من الشباب الإيطالي الذين أتوا إلى مصر لمدة شهر للخدمة. لقد نظفوا ودهنوا بعض قاعات الدراسة. سررت لمقابلة شباب ملتزم وناضج وأيضاَ شباب لديهم الرغبة في التعرف على الشباب المصري والسوداني وعلى واقعهم الذي يختلف عن واقع الشباب الإيطالي الذي يعيشون فيه.
في ذلك الوقت أيضاً كانت لوتشيا الشابة الأسبانية في صعيد مصر والتي بمساعدة الأخت رانيا وهي شابة مصرية تستعد للحياة الرهبانية الكومبونية، إستطاعت التعرف على الواقع المصري. كانت خبرة جميلة جداً وغنية وأيضاً متعبة لكثرتها! وبعد رجوعها إلى القاهرة إحتاجت لبعض الوقت للراحة الجسمية. وفي 15 اغسطس عدنا مرة اخرى للتسجيل ولتجهيز المدرسة وكل الأدوات اللازمة للسنة الدراسية الجديدة. وفي 3 سيتمبر رجعت لوتشيا إلى أسبانيا. لقد أخذت الكثير ولكنها أعطت الكثير أيضاً من مرحها وإيجابياتها ورغبتها في المعرفة وكانت تسأل عن كل شئ يعيشه الشعب المصري وكانت مستعدة للقيام بعمل أي شئ كان يُطلب منها. شكراً يالوتشيا.
ولكن سبب رسالتي اليوم لأشارككم الذكرى التي أحتفل بها اليوم وهي اليوبيل الفضي أي مرور 25 عاماً على تكريسي الرهباني. في مثل هذا اليوم، منذ 25 عاماً قلت لله "نعم" لأول مرة في كنيستنا الصغيرة بمدريد، وبالأمس بينما كنت أتذكر تلك اللحظة، كنت أشعر بداخلي بكلمتين هامتين جداً: " شكراً ورحمةً" ، شكراً، للآب ولإبنه يسوع المسيح وللروح القدس لأجل الإمتلاء ولأجل معنى الحياة التي أعطاني إياها والتي يعطني مجاناً حتى الآن . كان لديّ كل شئ يجعلني سعيدة ومحققة ذاتي بالكامل. لديّ كل شئ.
والكلمة الثانية:"رحمة"  لأنه يوماً بعد يوم نمت فيّ معرفة ضعفي وهشاشتي. عرفت ما بداخلي وبكل ما كان يعرقل إتمام إرادة الله في حياتي وفي حياة الآخرين، خاصة في الأوقات التي فيها فضَّلت العيش في الفتور وبغير حماس دعوتي المسيحية والرهبانية كمرسلة كومبونية. ففي 9/9/1987 كنا 5 راهبات قد إحتفلنا بعهد المحبة مع الله، وشكراً له، نحن الخمسة مكثنا أمناء لهذا العهد حتى اليوم. فشكراً لله الذي ساعدنا لأن نكون أمناء حتى اليوم.
في هذه الليلة سافرت إلى تنزانيا ولم أستطع الإحتفال مع أخواتي وأصدقائي، لذلك سيكون الإحتفال يوم 21/9 هنا في الدقي بالقاهرة. جميعكم مدعوون لأن تشكروا الله معي لأمانته ولمحبته لأجل ولكل واحدة منا. إن أردتم الحضور للإحتفال معي، إفعلوه من قلوبكم. من المؤكد سأشعر بوجودكم الأخوي وبصداقتكم بجانبي في هذا اليوم.
أشكر كل واحد وواحدة منكم لأنكم جزء من هذه السنوات، 25 سنة مليئة بالنعم وبالإمتلاء. سلامي وقبلاتي الحارة لكم من مصر

الأخت إسبديتا

No comments:

Post a Comment