Monday 18 February 2013

ندوة الأب / نادر


الشعور بالعجز وقدرة الله فينا
هذا هو عنوان الندوة التي ألقاها الأب / نادر ميشيل  اليسوعي بكنج مريوط من4 2– 27 يناير 2013
اشترك فيها حوالي 90 شخص منهم راهبات من 18 عائلة رهبانية وعلمانين من تيارات مختلفة في الكنيسة مثل : رفاق الكرمة – Chemin neuf ...
استهل الأب نادر كلمته قائلا :إنه حفل كنسي مليء بالفرح ليس فقط لأننا نلتقي ببعض ولكن لأننا معا نبحث عن طريق حقيقة وهذا يُذيب الفوارق ويخلق جو العائلة.
الشعور بالعجز هو: شعور داخلي أمام واقع مُعاش ،  هو احساس بالضعف لقلة الحيلة وعدم الإمكانية لإيجاد حل، أي لا نعرف كيف نتصرف أمام هذا الموقف.
شعور بالعجز تجاه (أ) الذات  (ب) تجاه الآخرين (ج) تجاه الحياة
أولا تجاه الذات : مشاكل نفسية مثل فكرة تتردد على الذهن،  احساس بالاضطهاد، بجرح لا نستطيع علاجه جرح قريب أو بعيد في الطفولة، قلة ثقة في الذات، الادمان على أشكاله، مشاكل جسدية وصحية ، وايضا على المستوى الروحي.
ثانيا تجاه الآخرين: صعوبة في قبول الآخر أو التواصل معه، شعور بالشلل أمام شخص معين، عدم المقدرة على المصالحة مع حكايات حصلت من زمان ، مع ذكريات، مع صور أو أحداث، احساس بعدم القبول...
ثالثا تجاه الحياة: العجز عن متابعة التغيرات السريعة للأوضاع أو تجاه أسئلة كبيرة تفوق طاقتنا مثل لماذا الفقر والفساد والعنف والحرب ؟؟؟، عجز أمام ألم الموت. أو كيف نواجه الكذب الممنهج والخداع والنفاق؟...
تأثير الشعور بالعجز: 1 – الإرهاق ، الفشل، شعور بالاحباط والحزن (أنا مش مفهوم أو مش مقبول) الدخول في دائرة       العنف أو الإتهام أو الانعزال.
2 – أخذ مسافة ، يصبح الانسان غريب عن ما يحدث ، التجاهل عن الأنا التي بداخله و تجاهل الأشخاص الذين أمامه احساس بمرارة الوحدة.
3 – استعمال المراوغة والكذب على الذات وعلى الآخرين.
ديناميكية الشعور بالعجز
الانسان هو كائن الكلمة وهي التي بها يُعبر عن هدف حياته، فهي التنفس الروحي . والشعور بالعجز هو فشل الكلمة أي لا تصل للاخر تُرفض تُخنق لا تعود إلي قائلها بنتيجة. حياتنا الانسانية هي كلمة – مساحة – زمن.                                  
لماذا تفشل الكلمة :
·         لأن قائلها لا يتكلم من حقيقة حياته ،لديه صورة عن ذاته مجروحة فلا يستطيع أن يصل إلى واقع الآخر.
·         خوف أن أحد يعاتبه على صورته المجروحة فيفقد الثقة بالذات وفي كلام الآخرين.
حلم الانسان في القدرة التامة
منذ بداية الخليقة ادم وحواء يريدان أن يصبحا مثل الله (تك4:3-5) برج بابل (تك8:11)  وفي العهد الجديد بطرس "أنت المسيح ابن الله الحي" (مت16: 13-28) لكن طريق يسوع للسلطة لابد أن يمر بالرفض وبعدم القبول والموت، بطرس عنده صعوبة لقبول هذا النوع من السلطة.
سلطة يسوع مصدرها ومعناها في ايمانه بكلمة الأب "أنت هو ابني الحبيب الذي به سُررت" في هذه الجملة نجد علاقة قوية بين الأب والابن ، فالابن يعطي ذاته كاملة منتظر الحياة.  يسوع عندما يقول لتلاميذه "من أنا على حد قولكم " يطلب الحياة من عاجزين ، ففي عجزك ماذا تعطي ليسوع؟ أعمال الجماعة عجز في عيون العالم ولكنها تكون قدرة الله العظيمة. الحب يؤدي إلى وحدة داخلية.  ففي معجزة تكثير الخبز يقولوا التلاميذ  ليس لدينا مال ولكن يسوع يفهمهم أن العجز ليس في نقص المال ولكن الحل هو في قبول عجزبعضهم لبعض ومعا يجلسوا ليبحثوا عن الحل لا المبنى على الفلوس ولكن المبني على الايمان، اشباع القلب بالايمان هو الذي وصل لاشباع البطون. فالعجز الذي نشاركه يصبح خبز، يُحرر القلوب يسوع ينظر الي الخبز المُخبى في قلب البشر.
مشهد الصلب (لو23: 33-43) يسوع يقبل الصلب ولكن ليس في قلبه رغبة في الانتقام أو الغضب (أغفر لهم ياابتاه")أكبر دليل أنه من واقعه كابن يطلب كلمة حياة لصالبيه، لمن عروه.  يعيش العجز بالايمان في كلمة الأب "أنت ابني الحبيب ..." العجز لا يفصله عن محبة الب. هذه هي القدرة الخفية والمستترة عن أعين المستهزئين الذين يروا العجز الخارجي فقط.
يسوع في بداية حياته العلنية عندما دُفع إليه السفر ليقرأ في مجمع الناصرة قال :"روح الرب علىَ ..." أي أن قدرته تأتي من الروح القدس ، وعلى الصليب يستودع روحه بين يدي الأب  بقدرة الروح عينه. فيسوع يهدم حلم السلطة ولا يستعمل العنف.
الخلاص لا يعني التحرر من الصليب أو من اسباب العجز ولكن عيش كل ذلك بالنور الذي يشع في حالة العجز.
المغفرة هي العلامة الحقيقية للايمان بحضور الله في القلب. حياتنا هي طريق تطهير مستمر. فمهما صغر أو كبر العجز فليكن عندنا ايمان وثقة ومحبة في أن الله حاضر فيه و قدرته تعمل فينا . 

No comments:

Post a Comment