Thursday, 13 December 2012

البيان الختامي للمؤتمر الثاني لبطاركة الشرق الكاثوليك وأساقفته



1. مقدّمة
في زمن الروح الذي ينعش الكنيسة الكاثوليكية بعد إعلان سنة الإيمان والتئام جمعية سينودس الأساقفة في روما الخاص بموضوع الكرازة الجديدة من أجل نقل الإيمان المسيحي لمناسبة الذكرى الخمسين على افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني،
ومن أجل العمل على تقبّل وتطبيق الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" الذي سلّمه لنا خارطة طريق قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته الى لبنان في 14 أيلول/سبتمبر الفائت،
اجتمعنا نحن بطاركة وأساقفة الشرق الأوسط الكاثوليك، في مؤتمرنا الثاني، في دار بيت عنيا بالقرب من مزار السيّدة العذراء مريم والدة الإله وأم الكنيسة وسيّدة لبنان من 3 الى 5 كانون الأول/ديسمبر 2012.
أتينا، باسم كنائسنا في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وإسرائيل وقبرص ومصر والعراق وإيران ودول الخليج، حاملين معنا هموم شعوبنا وبلداننا ومعاناتها وتطلعاتها، لنجدّد إيماننا بالله الواحد الآب والابن والروح القدس، إله المحبة، وبكنيسة المسيح الواحدة الجامعة المقدّسة الرسولية. وقد هدفنا الى أن نتدارس، انطلاقًا من واقع كنائسنا والتحديات التي تواجهها، كيفية عيش الشركة في ما بيننا أولاً، ثمّ مع إخوتنا المسيحيين غير الكاثوليك، ومع مواطنينا من غير المسيحيين لكي نتوصل الى أن نؤدّي معًا شهادة مسيحية بعيش وحدتنا وقيمنا في مجتمعاتنا وأوطاننا ومع شعوب منطقتنا.
2. في الواقع والتحديات
تعيش مجتمعاتنا حالةً من الاضطراب والقلق وعدم الاستقرار وتواجه تحدّيات جمّة. وفي الوقت عينه تسكنها آمال وطموحات كثيرة. وقد عبّرنا عن هذا الواقع ورأينا أنّ أبناءنا يعانون تهميشًا متعمّدًا في بعض بلدانهم، يظهر في عدم احترام لحقوقهم وكرامتهم كمواطنين أصليين ومتساوين مع إخوتهم في المواطنية، كما يُعانون ضغوطًا سياسية واقتصادية واجتماعية، ويُمنعون من التعبير الحرّ عن آرائهم ومعتقداتهم، ما يحملهم مكرهين على الهجرة الى أرض جديدة تؤمّن لهم الحرية والعيش الكريم.
كما عبّرنا، في المقابل، عن شجاعة مؤمنينا الذين يصمدون في أرض أجدادهم ويواجهون بشجاعة وإيمان ورجاء كل ّالتحدّيات اليومية، حتى الاستشهاد أحيانًا؛ وعن الدينامية الروحية التي يختبرونها والالتزام الكنسي الذي يعيشونه في سبيل الحرية والكرامة وبناء مجتمعات ديمقراطية مبنية على السلم الأهلي وحقوق الإنسان.
3. في عيش الشركة في ما بيننا
كنائسنا في الشرق الأوسط نشأت على "الأرض التي اختارها الله بطريقة فريدة وسار عليها الآباء والأنبياء. فكانت المكان الذي تجسّد فيه المسيح ورأت ارتفاع صليب المخلّص، وكانت شاهدة على قيامته من الموت وعلى حلول الروح القدس" (إرشاد، عدد 8). وهي كنائس الرسل والمسيحيين الأولين التي تحمل تاريخهم وتراثهم وتعيش الشركة في المواظبة على المشاركة في كسر الخبز والصلاة وتعليم الرسل والتضامن.
ولأنّ "الشركة، من منظار الإيمان المسيحي، هي حياة الله نفسها الذي يُعطيها لنا بالروح القدس بواسطة يسوع المسيح" (إرشاد عدد 3)، فإنّ كنائسنا مدعوّة – رعاةً وإكليروسًا وعلمانيين – الى تجدّد روحيّ يُعيدها الى دعوتها الأولى مستندًا الى كلمة الله والصلاة والحياة الليتورجية والأسرارية.
ولأنّ "الشركة هي بطبيعتها جامعةٌ لكون أصولها إلهية... وهي مُلزمةٌ للمسيحيين بدافع إيمانهم الرسوليّ المشترك" (إرشاد عدد 3) فإننا جميعنا مدعوون الى توبةٍ صادقة وتغيير في الذهنيات وطرق التعاطي بحيث نُميت فينا كلّ أنانية وخوف وتقوقع ونعزّز روح الشركة لنتطلّع معًا الى مستقبلنا الواحد ومصيرنا المشترك.
وهذا ما يرتّب علينا تفعيل الشركة في ما بيننا نحن البطاركة والأساقفة في إطار مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك وأساقفتهم ومختلف السينودسات البطريركية والمحلية، وكذلك بيننا وبين أبنائنا المؤمنين في مجمل كنائسنا الشرق أوسطية وتشجيع المبادرات التي تخدم هذا الهدف.
4. في عيش الشركة مع إخوتنا المسيحيين
استنادًا الى تعاليم الكنيسة وبخاصة المجمع الفاتيكاني الثاني والى العمل الدؤوب في سبيل الوحدة الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية في الخمسين سنةً الأخيرة، جدّدنا التزامنا بهذا "الجهد المهم والمتواصل من أجل تعزيز الوحدة، في إطار غنى كلّ جماعة، بغية توطيد إعلان الإنجيل والشهادة المسيحية" (إرشاد، عدد 11).
لذا فإننا سنعمل على مضاعفة عيش الشركة في تنوّع تقاليدنا في "الاعتراف بالآخر واحترامه والانفتاح على الحوار في الحقيقة" (إرشاد، عدد 12).
وسنسهر على تنمية "المسكونية الروحية" في كلّ مجالات عملنا الرعوي، وهي القائمة على الصلاة المشتركة و"الأمانة التقوية للتقاليد الشرقية القديمة" وتنمية "مسكونية الخدمة" (إرشاد، عدد 15) في المجالات الاجتماعية كافة ومنها التربوية والصحية.
تفعيلاً لهذه الشركة، ندعو أبناءنا الى التعمّق في تراث آباء الكنيسة الشرقيين والغربيين ومضاعفة المبادرات الدينية والثقافية على مستوى الرعايا والأبرشيات وسائر المؤسسات الكنسية وفي طليعتها مجلس كنائس الشرق الأوسط.
5. في عيش الشهادة مع المؤمنين من الديانات الأخرى
إنّنا على يقين بأنّ الحوار مع المؤمنين من الديانات الأخرى يستند قبل كلّ شيء إلى أُسُس لاهوتيّة مرتبطة بالإيمان وقد حدّدت الكنيسة علاقاتها مع الديانات غير المسيحيّة حيث تجمعنا بأبنائها "الرغبة في وحدة تناغم العائلة البشريّة"، وحيث يقدّم كلّ منّا "شهادة جميلة للصفاء والمودّة بين أبناء ابراهيم" (إرشاد، عدد 19). ولأنّ شهادتنا في هذا الشرق المعاني مرتبطةٌ بالشركة التي نعيشها معًا في أخوّة بين المسيحيين ومع المسلمين واليهود، فإنّ على كلّ منّا أن يسهم في تألّق هذا اللقاء السلميّ والسليم، "فهذا من صلب دعوتنا وفي معنى وجودنا ولأجله أبقتنا العناية الإلهية في هذا الشرق".
لذا فإنّنا نشجّع أبناءنا المؤمنين على عيش هذا الحوار وعلى المشاركة التامة في حياة أوطانهم والعمل على بنائها ولا سيّما أنّهم "كانوا من روّاد النهضة العربية، وكانوا جزءاً لا يتجزأ من الحياة الثقافية اليوم وعلى الدوام، في مقاسمة خبراتهم مع المسلمين مقدّمين اسهاماتهم الخاصة" (إرشاد، عدد 25).
ونشدّد في هذا السياق على تحقيق الكرامة الإنسانيّة التي هي المصدر الأساسي للحقوق والواجبات والتي ليست حكراً على المسيحيّين دون سواهم بل هي عامل وحدة بين أبناء الديانات التوحيديّة الثلاث.
وإنّنا إذ نؤكّد على ما قاله قداسة البابا من " أنّ الحرية الدينيّة هي تاج كلّ الحريات، وأنها حقّ مقدّس غير قابل للتفاوض" (إرشاد، عدد 26)، ندعو شعوب أوطاننا المشرقيّة إلى "الانتقال من التسامح الديني إلى الحريّة الدينيّة" (إرشاد، عدد 27) والى حرية الضمير و"حرية اختيار الديانة التي يرتأي الشخص أنّها صحيحة والتعبير علانية عن هذا المعتقد" (إرشاد، عدد 26)؛ كما نؤكّد انّه باستطاعة مؤمني الأديان أن تلتقي لخدمة الخير العام وللمساهمة في تنمية كلّ شخص وفي بناء المجتمع"، كما ندعو أبناءنا إلى تعميق وتعميمها ثقافة الحوار والى متابعة حوار الحياة اليوميّة، وهم يدركون غنى هذا الحوار وفوائده وأبعاده وحدوده.
6. في التجدّد وبناء السلام
كي تصبح كنائسنا بالفعل مساحة شركة وشهادة، نؤكّد على أولويّة التجدّد الروحي الذي لا بدّ أن يطال الأشخاص – البطاركة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمكرّسين والمكرّسات والعلمانيّين والعلمانيات والعائلة والمرأة والحركات الرسولية والشباب والاطفال – وعلى ضرورة التجديد الذي تحتاج إليه البنى والهيكليّات الكنسيّة.
هذا التجدّد يترافق مع الشهادة لإيماننا في زمن الكرازة الجديدة ولخدمة المحبّة التي تشكّل جوهر رسالتنا كمسيحيّين.
وإنّنا إذ نعوّل على وعي أبنائنا وبناتنا، وعلى حيويّة مؤسّساتنا ومنظّماتنا الرسوليّة وأجهزتنا التربويّة والاجتماعيّة والصحيّة، وعلى وسائل إعلامنا وسائر تقنيات التواصل الاجتماعي، ندعوها كلّها إلى متابعة التزامها الراسخ والى عيش مسيحيّتها في قلب مجتمعاتنا الشرق أوسطيّة علامة لإيمانها وشهادة صادقة للقِيَم الإنجيليّة.
وبما انّ "السلام هو حالة الإنسان الذي يعيش بتناغم مع الله، ومع ذاته، ومع قريبه ومع الطبيعة" (ارشاد عدد 9)، فإنّنا نهيب بجميع المواطنين في بلداننا أن يعملوا معاً على نبذ العنف والتعصّب وكلّ اشكال التطرّف من أجل بناء السلام الحقيقي والدائم "لبلوغ الطمأنينة التامة" التي تضعنا في قلب الله.
7. اقتراحات وتوصيات
وإنّنا، بعد المداخلات والمناقشات، نتبنّى الاقتراحات والتوصيات التالية:
‌أ)      إدخال مناهج تتعلّق بالثقافة المعلوماتيّة والرقميّة وبأخلاقيّات الإنترنت إلى برامج المعاهد الإكليريكيّة وكليات اللاهوت والجامعات الكاثوليكيّة والمدارس توصّلاً إلى نهضة إعلاميّة ملائمة في خدمة الرسالة الإنجيليّة.
‌ب)         تشجيع كوادر في الكنيسة على التخصص في الإعلام وفي سائر شبكات التواصل الاجتماعي.
‌ج)           تشجيع وسائل الإعلام المسيحية ودعمها بشتّى الوسائل.
‌د)      التمنّي على مجلس كنائس الشرق الاوسط الدعوة إلى مؤتمر نتدارس فيه وضعنا المسيحي في الشرق الأوسط وكيفية تأدية الشهادة في بلداننا ومع مواطنينا غير المسيحيين.
‌ه)              تشجيع السياحة الدينيّة والحج كمسيرة إيمان وتوبة واكتشاف التراث المشرقي.
‌و)            تأمين تنشئة لاهوتية وكنسية وثقافية لكوادر العمل الراعوي في كنائسنا.
‌ز)     الطلب من رابطة كاريتاس الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية MONA دراسة إحصائية حول خدمة المحبة والعمل الاجتماعي في كنائسنا لاجل طبع دليل بالمؤسسات الاجتماعية في كنائسنا.
‌ح)           نشر الكتاب المقدّس وسط العائلات وتشجيعها على قراءة كلمة الله يوميًا والتأمّل فيها ضمن رعوية كتابية ملائمة.
‌ط)           تفعيل الاهتمام بالنازحين ولاسيما السوريين منهم حيث هم.
‌ي)    العمل بالقرار المتخذ من قبل مجلس كنائس الشرق الاوسط للترجمة المشتركة للصلاة الربية وقانون الايمان النيقاوي، واعتمادها أقلّه في اللقاءات المشتركة للكنائس.
8. خاتمة       
وإنّنا، في ختام مؤتمرنا هذا، نسلِّم ذواتنا وكنائسنا، بمعاناتها ورجائها. إلى الله الآب، إله الرحمة والسلام، وإلى الابن يسوع، المائت والقائم من الموت، وإلى الروح القدس الذي يقدّس ويجدّد وجه الأرض. ونصلّي طالبين من الربّ أن يجعل من شهادتنا سراجاً في ظلمات هذا العالم وخميراً في عجينه، فنبقى على هذه الأرض المباركة شهوداً لمحبّته، نجدّد فيه ثقتنا وهو من يقول لنا "لا تخافوا أنا غلبت العالم".
وإذ نلتمس لكنائسنا شفاعة العذراء مريم، ندعو المؤمنين في زمن المجيء الذي نعيش، الى الاستعداد لاستقبال الإله المتجسّد على أرضه وأرضنا المشرقيّة هذه، مردّدين مع الرعاة "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر" ومع صاحب الرؤيا "تعالَ أيّها الربّ يسوع".

المستشفى مكان للبشارة: رسالة إنسانية وروحية




تمت بروما الندوة الدولية السابعة والعشرين  من 1- 17 نوفمبر 2012 الخاصة بالعاملين في المجال الصحي، والتي شارك فيها 700 من 65 بلدة في العالم  ومحاضرون مشهورين عالمياً: وشخصيات من دنيا العلوم ، والأبحاث والممارسة الطبية ، والمتطوعين.
كان موضوع الندوة  الذي إختاره قداسة البابا بندكتوس السادس عشر" المستشفى مكان للبشارة، رسالة إنسانية وروحية"، وهو موضوع  عملي، يستجوب الرعوية الصحية.
تداول الموضوع عدة إتجاهات : لاهوتي، علم الإنسان وروحي، على الرغم من إختلاف البلدان التي أتوا منها، إلاّ أن المحاضرين كان لديهم إسم مشترك: أيقونة السامري الصالح، إحترام لكرامة الإنسان، العناية بالمرضى بمحبة، وبقلب وبالوجود الفعّال ، المستشفى مكان مخصص للقاء وللبشارة الجديدة، هيكل الإنسانية، مُلتقى الشعوب، مكان حيث يُحتفل فيه بسر الألم.
لقد غير العالم ملامحه: يُعهد المريض للعلاج وللتكنولوجيا الحديثة والطبيب ، فُقِدت العلاقة الإنسانية مع المريض. يمكن للمستشفى أن تشك خطراً على الحياة أو أن تكون حارساً لها.
أنسنة المستشفيات لم يكن فقط أمراً أخلاقياً ولكنه يتطلب نوعية الخدمة وتخفيض الأسعارز
إنتهت الندوة بالقداس الإلهي في بازليك القديس بطرس، لقاء الصلاة في صالة بولس السادس وكلمة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الذي أشار إلى أن المستشفى مكاناً للعلاج وليس مكاناً لممارسة عمل. نحتاج إلى سامريين صالحين.

Wednesday, 28 November 2012

اليوبيل الذهبي للأخت تشيزارينا لازاروتّو

 
الأحد 21 أكتوبر إحتفلت الكنيسة الكثوليكية في العالم بيوم الكرازة العالمي أو بيوم الكنيسة الجامعة. في هذا اليوم تُقام الذبيحة الإلهية لله لنشكره على كل النعم والبركات التي تنالها الكنيسة من خلال رسالة المرسلين والمرسلات في حقل البشارة في العالم أجمع ولنطلب منه أن يجود على كنيسته بالدعوات الكهنوتية والرهبانية لتستمر رسالتها، أي البشارة بإنجيل الخلاص.
وبهذه المناسبة أرادت الأخت تشيزارينا أن تشارك شعب ورعية مارجرجرس بنزلة خاطر، لتشكر الله معهم على نعمة الأمانة لدعوتها الرهبانية الرسولية في جمعية الراهبات الكومبونيات.
رأس الإحتفال بالذبيحة الإلهية، نيافة المطران يوسف أبو الخير، مطران سوهاج وعاونه سيادة الأب روماني عدلي راعي الكنيسة ولفيف من الشعب وإثنين من الفوكولاري.وأثناء العظة، قال نيافة المطران: " 50 سنة تحصد اليوم ثمار تعبها على مثال بطرس الرسول بعد لقاءه بالمسيح إمتلأت السفينتين بالسمك. إلتقت الأخت تشيزارينا بالمسيح ودعاها فلبّت النداء. والنتيجة، رسالة مثمرة عظيمة. العمل في صمت على مثال مريم العذراء التي كانت صامتة. الصفة التي لقبها بها الإنجيل، ليس صمت سلبي ولمنه إيجابي، كانت تتأمل به في قلبها. كل الأحداث التي مرت بها، كانت صامتة تتأمل.


اليوم مجتمعون أمام هيكل الرب لنصلي قداس الشكر على النعم التي أعطاها الرب أثناء خدمتها خلال 50 سنة ونطلب منه أن يكمل معها نعمته لتكمل رسالتها.
صورة أرميا هي صورة لكل من دعاه الرب لخدمته. معرفة وتقديس ( قبل أن أصورك في البطن عرفتك وقدستك) والمعرفة تولد محبة. هو يعرفني ونتيجة المعرفة المحبة. تشيزارينا تجاوبت مع الله فعرفته وأحبته. الله يختار من وجد فيه( فيها) الإستعداد لمواصلة ما حدث في الجلجلثة لأنه هناك تم خلاص العالم. ورسالتنا في الكنيسة هو توصيل هذه الذبيحة إلى العالم لتكون وسيلة خلاص للعالم. هذا ما فعلته الأخت تشيزارينا طوال 50 سنة في أماكن مختلفة، في المستشفى القبطي بالأسكندرية وفي المعهد الإكليريكي بالمعادي وفي نزلة خاطر.

Wednesday, 14 November 2012

رجعت مملؤة اليدان


خبرة رسولية – صيف ومبونيات. 2012

بينما كنت غارقة في بيئة الكلية ومنهمكة في حياتي اليومية، في لحظة ما، ألقيت نظرة على كل ما يحيط بي. وتوقفت لملاحظة الأشخاص، طرق التواصل والمعاملات، عاداتهم، مشاريعهم، مخاوفهم وآمالهم، وشعرت بشدة بأنني سعيدة الحظ لأنني وجدت فرصة للتعرف على هذا الواقع والثقافة التي نوعاً ما تعتبر قريبة منا. هذا الواقع قابلته وعرفته في مصر أثناء خبرتي الرسولية التي عشتها هناك مع الراهبات الك
صعدت إلى الطائرة أول يوم من شهر يوليو فارغة اليدان، ثم عدت إلى منزلي في 3 سبتمبر بغنى عظيم. هذا الغنى أُعطى لي عن طريق الأشخاص الذين إلتقيت بهم وعرفتهم خلال هذين الشهرين.
إنني شاهدة على الخدمة بمحبة التي تقدمها الراهبات الكومبونيات. في كل جماعة تقابلت معها، وجدت دائماً ذراعين ممدوتان جعلاني اشعر بالترحيب بي. تقابلت مع شباب مسيحيين ومسلمين الذين أرادوا أن يشاركونني في نظرتهم إلى العالم الذي يعيشون فيه وشرحوا لي شكوكهم ومخاوفهم وأيضاً آحلامهم العظيمة. هذا كله لايوجد لديَّ ثمن. لا يمكن مقارنته بزيارتي إلى الأهرامات المشهورة، حتى ولو لم أستطع إنكار قيمتها ولا يمكنني فهم كل معنى لهذه المقابلات، كيف ساعدني على فتح ذهني والنظر إلى ما هو مختلف عني كمن هو قريب مني، خصوصاً ما عشته في الأسابيع الأولى حينما شعرت وكأنني خارج مكاني، غريبة لأنني لم أستطع التواصل مع الناس كعادتي بسبب اللغة العربية التي لا أعرفها. وحينما شعرت حسب ظني بالنظر إليَّ كإنسانة غريبة ورأيت الناس لا يفهمون السبب الذي من أجله جئت إلى هنا في تلك اللحظة.
لقد رأيت ولمست بذاتي واقع الجماعة المسيحية المحلية في بلد ذات الغالبية المسلمة.



 مدى الإختلاف عيش الإيمان لكونهم أقليةّ! إيمان المسيحيون المصريين وضع فيّ تساءل وتحدي لكيفية عيش إيماني في إسبانيا حيث تتوفر لي وسائل الراحة والحرية لأظهاره، وأيضاً أجد صعوبة لأكون شهادة وأشارك خبرة إيماني بقلب متحرر.
إذا وضعت نصب عينيّ العوائق وأيضاً الإضطهادات التي يعاني منها إخوتي وأخواتي المسيحيين في بلاد أخرى كي يدافعوا عن إيمانهم، أكيد سوف لا يكون لديَّ نقص لأتكلم عن إيماني وأشارك به الأخرين.




شيء واحد من أهم ما تعلمته في هذا الوقت وهو إحتياجي لأن تكون لديَّ علاقة شخصية وعميقة مع الرب؛ حسب ما رأيته في عمل الراهبات الكومبونيات سواء في موزمبيق أو في مصر، لا يمكنن تحقيقه إلا من خلال قوة عظيمة تفوق الطبيعة والقوى البشرية.
البشرى بالإنجيل في الإطار الثقافي والديني كمصر، مختلف تماماً عنه في أفريقيا السوداء، ففي مصر يرتدز فوق كل شيء على الأعمال. هذا كله ما هو إلا ثمار العلاقة العميقة واللقاء الحقيقي والشخصي بيسوع. هذه الثمار هي علامة إستفهام أمام الأشخاص الذين يرون هذه الأعمال، مثلي أنا، ويجعلنا نفكر في وجود المحبة . هذه المحبة هي أعظم من عظات عن التضامن التي تُلقى في عالمنا. هذه المحبة هي تسليم تام وغير مشروط في سبيل الآخر، في سبيل الفقير والمتروك.

Thursday, 1 November 2012

حوار مع الأخت إسبديتا




إحتفلت الأخت إسبديتا باليوبيل الفضي أي مرور 25 عاماً على تكريسها في الحياة الرهبانية وذلك أثناء الإحتفال بالذبيحة الإلهية بالدقي في 21 سبتمبر 2012. وكانت مناسبة جيدة لنرى أخواتنا الراهبات اللاتي أتين من عدة أماكن وراهبات أُخريات من رهبانيات مختلفة لتشكرن الرب معنا على نعمة الخمس والعشرين سنة لأختنا في التكريس لله ولأجل الرسالة في السودان وإيطاليا وأسبانيا ومصر. كان حاضراً البعض من الأباء الكومبونيان الذين إشتركوا معنا ورأس الإحتفال الأب ريتشارد كيانكاجا، نائب الريئس الإقليمي للأباء الكومبونيان بمصر.
بهذه المناسبة الخاصة، وجهنا بعض الأسئلة للأخت إسبديتا لتفكر وتشاركنا شعورها بالإجابة عليها.
س- لماذا إخترتِ رموز العائلة الأفريقية والفخار والبهارات مع الأعشاب في التقادم؟
ج- إخترت رمز العئلة الأفريقية لأنها تمثل الناس الحاضرة في حياتي خلال هذه السنوات الخمس والعشرين. وزهرية الفخار هي علامة لضعفي لكنها تحتوي على هبة حياتي الثمينة وأيضاً دعوتي الرسولية الكومبونية{ 2 كو 4: 7} والأعشاب والبهارات هي رمز لللأخوات الراهبات الأربعة اللاتي قمن معي بالمسيرة وأحتفلن هن أيضاً في نفس اليوم بيوبيلهن الفضي. كل واحدة منا هي مختلفة عن الأخرى ولكن كل واحدة لديها شئ خاص وفريد لتقدمه لباقي البشر.
س- ما هو الشئ الذي ساندك خلال هذه المسيرة الطويلة؟
ج- علاقتي بيسوع من خلال الصلاة وجماعتي ووجود الله الحاضر بين الفقراء وشركة القديسين.
س- في ظنك، ما هو دور المرأة المكرسة في الكنيسة؟
ج- في ظني، وجود المرأة هو عنصر مهم وحاضر حتى ولو إنه حضور غير ظاهر ووجود صامت.
س- هل تظنين أن التغيرات الإجتماعية أثرت على الحياة الرهبانية؟
ج- طبعاً، التغيرات الإجتماعية أثرت على الحياة الرهبانية سوا بطرق إيجابية أو سلبية. مثلاً ملابسنا وطريقة حياتنا الجماعية وطرق الإتصلات وأيضاً صلاتنا.
س- هل لديك خبرات رسولية لا يمكن نسانها وتريدين مشاركتنا بها؟
 ج- مازلت أتذكر بتول وزجها جورج وأبناءهما، على الرغم من حالتهم الفقيرة كان يشاركان بال 10% من دخلهما شهرياً مع الرعية. أتذكر سرجو، الطفل الصغير الذي كان يتمتع يومياً بالفطار في الروضة وبعد عدة أسابيع  ذات مساء قال لوالدته كرستينا: " ياأمي، أنا سوف لا أتعشى معكم اليوم لأنني أكلت وشبعت أثناء الفطار في الروضة ويمكنني أن أمكث حتى اليوم التالي بدون أكل وأترك الفرصة لك ولإخوتى حتى تأكلوا جيداً. وأيضاً أتذكر خبرة عجيبة, قامت 35 سيدة بعمل رياضة صمت لمدة خمسة أيام وكان يوجد أكثر من 20 طفلاً وطفلة يحتاجون إلى رضاعة وكانوا يُحملون إلى أمهاتهم في ساعة الرضاعة أما باقي الوقت كانوا مع أخواتهم الصغيرات. هؤلاء النساء طلبن عمل هذه الرياضة لأنهن قلن بأن كل مرة ترجع الراهبات أو الكهنة من الرياضة الروحية يرجعون أكثر سلاماً وفرحاً ومحبة، لذلك نريد عمل هذه الخبرة لتتغير حياتنا.
س- هل يوجد أي شئ أو أي شخص له تأثير في حياتك؟
ج- نعم، الأخت ماريا جوزبا سكاندولا والأخت ماراأنجيلا ساردي، بتول، تريزا وفرنكا.
س- ما هي نصيحتك لأي شاب أو شابة آخذة بالإعتبار الحياة الرهبانية الآن؟
ج- أن يهتموا بحياتهم  وبعلاقتهم بيسوع ( الصلاة الشخصية والجماعية) وأن يكونوا قريبين من الفقراء والأكثر إحتياجاً والسير معهم وخدمتهم.
 ختمت الأخت إسبديتا هذا اللقاء بصلاة مستمدة من صلاة القديس شارل دي فوكولد لأجل كل شخص ليه شغف بالرسالة اليوم
أبتي، إني أسلم لك ذاتي، فأفعل بي ما تشاء. ومهما فعلت بي، فأنا شاكر لك. إني مستعد لكل شئ، وأرتضي بكل شئ. ليس لي رغبة أخرى يإلهي، سوى أن تكمل إرادتك فيَّ وفي جميع خلائقك. إني أستودع روحي بين يديك، وأهبها لك بكل ما في قلبي من الحب لأني أحبك ولأن الحب يتطلب مني أن أهب نفسي، أن أودعها بين يديك من دون ما قياس، وبثقة لاحد لها لأنك أبي.
أجرت معها الحوار الأخت جوزفينا داروها